كيف أفهمني هرم أبراهام ماسلو للأحتياجات الانسانية سورة قريش!

كيف أفهمني هرم أبراهام ماسلو للأحتياجات الانسانية سورة قريش! 

 
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ* رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ

آيات سورة قريش هي من آيات القرآن الكريم التي كنت دوما ما أمر عليها مرورا سريعا دونما تفكر أو تدبر , حين تلأوتها . فالمعني كما ظننته حينئذ واضح جدا .

تغير فهمي الساذج و البسيط للسورة بعدما خطر في بالي أنه و بنص السورة فقد حدث ألأطعام من الجوع أولا , ثم الآمان من الخوف ثانيا , ثم بعد ذلك أتي طلب المولي منهم لعبادته .

ثم تذكرت نظرية مشهورة في علم النفس للعالم ألأمريكي أبراهام ماسلو يطلق عليها ( نظرية التسلسل الهرمي للأحتياجات الانسانية ). تقول النظرية بأختصار: أن الاحتياجات الانسانية تتكون من هرم يتم الصعود له من أسفل لأعلي تدرجا , ففي قاعدة الهرم هنالك الاحتياجات الحيوية كالطعام والماء والنوم ولابد من تلبية تلك الاحتياجات أولا . و بعد تلبيتها يمكن للأنسان أن يفكر في التركيز علي المستوي الثاني من الاحتياجات وهو الحاجة للأمن من الخوف . و بعد تلبية الاحتياجات الحيوية (طعام شراب نوم) ثم تلبية الحوجة للأمن والامان - بعد ذلك يفكر الانسان في تلبية أحتياجاته الاجتماعية ثم يأتي بعد ذلك تلبية الحاجة للتقدير ثم يوجد في قمة الهرم ماسماه ماسلو بالحاجة لتحقيق الذات .

ربما يقول قائل و ماعلاقة ذلك بسورة قريش؟ العلاقة هي أن السورة تقول بوضوح شديد بأن المولي عز وجل قد حقق للقرشيين حاجاتهم الحيوية (أطعام من جوع) و حاجتهم للأمن و الأمان , ثم بعد ذلك طلب منهم عبادته . أي أن طلب عبادة الله لم يتم و هم في حالة جوع و بحث دائم عن الطعام ولم يتم طلب العبادة وهم في حالة خوف دائم من الغارات كما كان حال البدو الذين يسكنون حول مكة .

ربما يسأل سائل وهل الجائع أو الخائف غير مطلوب منه عبادة ربه ؟ في أعتقادي أن الغالبية العظمي من البشر , عدا الانبياء و أولياء الله لن يكون لديهم وقت أو مقدرة أو تركيز ذهني يسمح لهم بعبادة الله لو كانوا في حالة بحث دائم عن الطعام والشراب أو كانوا في حالة هروب متواصل من عدو يلاحقهم . و دليلي علي فهمي هذا هو آية قرآنية أخري يتكرر فيها ذكر الجوع و الخوف تماما كما تم ذكره في سورة قريش الا أن الجوع و الخوف هنا موقت وقليل ورغم ذلك مدح الله الصابرين عليه و الآية هي :
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

Comments

Popular posts from this blog

فهم مغاير لمعني كلمة "هيت" في الآية الكريمة: "و قالت هيت لك" .. بقلم: حسين عبدالجليل

رد الشبهات حول القرآن الكريم: فيما يخص سورة الفيل!