تفكر في بعض آيات القرآن الكريم (3)
تفكر في بعض آيات القرآن الكريم (3)
(1)
عندما يريد الأنسان أن يفهم بعض الاشياء المادية التي يصعب وضع صورة طبق الاصل لها في الذهن , كأجزاء الذرة أو الثقوب السوداء في بعض المجرات, حينها يضع الانسان صورة مقاربة , مبسطة جدا لذلك الشيء في ذهنه. فما نراه من رسومات لاجزاء الذرة , المجرات و الثقوب السوداء ماهو الا مقاربة مبسطة للواقع الحقيقي الذي يصعب ان لم يكن يستحيل تصويره بكل تفاصيله.
أعتقد أن ذلك هو نفس الحل الذي يتبعه القرآن الكريم في معاونته للأنسان لرسم صورة ذهنية مقاربة من عالمنا هذا (عالم الشهادة) لكثير من الغيبيات في عالم الغيب (القيامة , الجنة . النار). وكلما تطور الانسان وتقدم كلما عدل صورته الذهنية للشيء الغيبي - وكلما اقترب أكثر للفهم الصحيح لذاك الشيء الغيبي . مثلا عندما قرأ قدماء المسلمين عن الكتاب (الذي لايغادر كبيرة ولاصغيرة الا أحصاها) وهو كتاب به كل أعمال الشخص من المهد للحد , تخيلوا سجلا ضخما من الوف الصفحات , مسجلا به كل الوقائع للشخص . مع تقدم العلم و مقدرة الانسان علي تسجيل أحداث سنوات عدة , صوت و صورة, في اجهزة تخزين صغيرة تحمل في اليد الواحدة مثل ال يو اس بي او السي دي فأن صورتنا الذهنية لذلك السجل الذي لايغادر كبيرة ولاصغيرة الا احصاها والذي يتلقفه الانسان بيد واحدة (بيمينه للسعيد و بشماله للشقي) قد اقتربت أكثر للصورة التي سنعرفها يوم القيامة .
عندما يريد الأنسان أن يفهم بعض الاشياء المادية التي يصعب وضع صورة طبق الاصل لها في الذهن , كأجزاء الذرة أو الثقوب السوداء في بعض المجرات, حينها يضع الانسان صورة مقاربة , مبسطة جدا لذلك الشيء في ذهنه. فما نراه من رسومات لاجزاء الذرة , المجرات و الثقوب السوداء ماهو الا مقاربة مبسطة للواقع الحقيقي الذي يصعب ان لم يكن يستحيل تصويره بكل تفاصيله.
أعتقد أن ذلك هو نفس الحل الذي يتبعه القرآن الكريم في معاونته للأنسان لرسم صورة ذهنية مقاربة من عالمنا هذا (عالم الشهادة) لكثير من الغيبيات في عالم الغيب (القيامة , الجنة . النار). وكلما تطور الانسان وتقدم كلما عدل صورته الذهنية للشيء الغيبي - وكلما اقترب أكثر للفهم الصحيح لذاك الشيء الغيبي . مثلا عندما قرأ قدماء المسلمين عن الكتاب (الذي لايغادر كبيرة ولاصغيرة الا أحصاها) وهو كتاب به كل أعمال الشخص من المهد للحد , تخيلوا سجلا ضخما من الوف الصفحات , مسجلا به كل الوقائع للشخص . مع تقدم العلم و مقدرة الانسان علي تسجيل أحداث سنوات عدة , صوت و صورة, في اجهزة تخزين صغيرة تحمل في اليد الواحدة مثل ال يو اس بي او السي دي فأن صورتنا الذهنية لذلك السجل الذي لايغادر كبيرة ولاصغيرة الا احصاها والذي يتلقفه الانسان بيد واحدة (بيمينه للسعيد و بشماله للشقي) قد اقتربت أكثر للصورة التي سنعرفها يوم القيامة .
نفس المنطق يمكن استخدامه لفهم تفاصيل نعيم الجنة و عذاب النار باعتبار ماورد في القرآن كمقاربات لاشياء لانستطيع معرفة كنهها الحقيقي لغياب المثال المطابق لها في عالم الشهادة هذا . ربما يستنكر بعض الذين يتعلقون بظاهر النص من قولي هذا ولكن حتي في عالمنا الدنيوي نحن نستخدم المثال المبسط لمقاربة شيئ آحر يعجز المخاطب عن فهمه . هنا يستوقفني مثال ذكي اورده الدكتور مصطفي محمود لأثبات ماأحاول شرحه . أذ قال مامعناه : لنفترض أن طفلا عمره ثلاثة أو أربعة سنوات سأل أبيه أن يوصف له متعة الاتصال الجنسي , فكيف سيستطيع الأب توصيفها بحيث يفهمها الطفل حسب تجربته المحدودة في الحياة؟ ربما سيقول ألأب لطفله أن تلك المتعة الجنسية هي مثل متعة أكل الشكولاتة! سيستوعب الطفل الفكرة بأن الجنس هو شيئ ممتع مثل الشكولاتة! و شتان مابين الاثنين , ولكن ذلك هو مبلغ علم الطفل . مايعزز فهمي هذا هو قوله تعالي (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) و ايضا استعمال كلمة "مثل" لتوصيف نعيم الجنة في آيتين في القرآن : (مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ ۖ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ ۖ وَّعُقْبَى ٱلْكَٰفِرِينَ ٱلنَّارُ ), (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) . و لعل الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) يقطع كل شك بأن اوصاف الجنة (و بالمثل اوصاف النار) ماهي الا مقاربات لما لانستطيع تخيله.
القرآن الكريم أعطانا ومضة صغيرة حول شخصية صهر سيدنا موسي (والذي اختلف المفسرون في شخصيته , بعضهم قال بأنه هو نبي الله شعيب و بعضهم قال غير ذلك ) . نعرف عنه - قول احدي بناته ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) هذا يدل علي أمانة ذلك الرجل الصالح وحرصه علي دفع مقابل لكل خدمة يتلقاها حتي لو لم يطلب صاحب الخدمة أجرا (زول حقاني كما نقول بلهجتنا السودانية) فموسي عليه السلام لم يكن يتوقع أجرا .
وفقني الله وأياكم لفهم كتابه و العمل بموجبه .
husseinabdelgalil@gmail.com
Comments